كنت قد كتبت عن أمل في إنشاء حزب سياسي وضعت له تمهيده وبعض التعريفات الأساسية لأهم المعاني السياسية المرتبطة بالحزب وتركت الدعوى الخاصة به ونظامه وتكوينه للجمهور وللمشاركات لديكم وكان هذا هو أول مشاركاتي في المنتدى.
ولكنني اليوم بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على كتابته وأنا أقراه وجدت نفسي وكأني أقرأه لأول مرة وصعقت وطرحت على نفسي الأسئلة الآتية:
أولا :هل من الممكن فعلا أن يكون هناك أمل في إنشاء حزب كهذا ؟ وعجبت من نفسي وأسفت لأنني ودون شعور كتبت حزب التصحيح كمنطق أرستقراطي للإصلاح وفوجئت بأن هذا المنطق أصبح ديمقراطيا بحتا .. رغم أنى لا أؤمن بالديمقراطية قيد أنملة ولكن ربما انحرف الحزب عن مساره لأنه قد كتب علينا نمالئ السفهاء كيف لي وأنا أبحث عن الفضيلة أن أقر حكما ديمقراطيا رغم أن الحكم الديموقراطى غابته الحرية ،الحرية فقط , الحرية المطلقة ,الحرية الغير مسئولة ,غايته حياة بوهمية أقصد بهائمية ...
كتب علي أن أردد كلمة ليس فيها من شئ قط غير أن الحمقى يرددونها في جميع أنحاء العالم<الديمقراطية>..
قال أفلاطون عن الديمقراطية رغم إيمانه بالحكم الأرستوقراطى
"إن لم يكن هناك حكم للقانون فإن وجود السلطة في يد الكثرة هو أهون الشر وذلك نظرا لوحدة الهدف , أما إذا كان هناك حكم للقانون فإن الديمقراطية تصبح أسوأ الدساتير. لأن الهدف المشترك يصبح ضروريا لكي يتحقق أي شيء, وفى هذه الحالة يفضل وجود ملك". أي رمز يجتمع عليه الشعب كما هو الحال في نظام الحكم الإنجليزي في إنجلترا.
معنى هذا الكلام أن الديموقراية لا تصلح في المجتمع الفوضوي,المجتمع الذي لا يحكمه قانون ,رغم ذلك لم يقر بخيرها وإنما بكونها أهن الشرور.
في المجتمع الفوضوىمثل المجتمعات العربية التي تنادى بالديمقراطية لأنها تعج بالفوضى وعدم احترام القوانين ترتفع الأصوات بالنداء بالديمقراطية ,بحكم الدهماء,أن تقاد الدولة بعقول أجهلها.
أن تحكم الدولة بآراء جميع شعبها الذي يمثل العامة منه أكثر من نسبة ثمانين بالمائة والذين لا يعرفون من الحياة إلا شهواتها الجسدية ,ولا يؤمنون إلا بمبدأ باللذة المطلقة .
الديمقراطية .<ديموس/قراطس>. حكم الدهماء كما تعنى الكلمة في لغة أصحابها. الكلمة التي نشأت وتوطنت ولم يؤمن بها أي من قائليها لا سقراط ولا أفلاطون ولا حتى أرسطو الذي كان يشيد بنظام حكم ليكورغ.
الديمقراطية التي تعنى أن المرء حينما يحاكم قضائيا يحاكم بنظام المحاكم الشعبية ,أي المحكمة التي أصدرت الحكم على سقراط بالإعدام.
الديمقراطية ذلك النظام الذي لا يصلح إلا في دولة تهاوى فيها حكم القانون أي أن الديمقراطية لا تصلح إلا في عصور التدهور للدولة ,تلك العصور تصبح الشجاعة فيها تعنى الاستسلام والتحمل بالصبر ,بدلا من الإقدام الجرئ الذي يتميز به المستكشف .
قد يصبح الناس في تلك العصور التي تتهاوى فيها أركان المجتمع القديم يلتمسون الأمان وإذا لم يتيسر لهم الحصول عليه بسهولة ,جعلوا من الصمود أمام الصعاب التي لايمكن تحملها فضيلة .
هنا فقط يصلح النظام الديمقراطي .الذي دائما ما يسقط في يد حكام ديماجوجين لا يعرفون من الحكم إلا فن الخطابة والاستبداد.
قال سقراط في تعريفه للخير وسبب عزوف الناس عنه "إن السبب الذي يجعل الإنسان يرتكب الخطيئة هو افتقاره للمعرفة ,ولو عرف لما ارتكبها, فالسبب الأول هو الجهل ,ولكي نصل إلى الخير لابد من اكتساب المعرفة ,ومن ثم فالخير هو المعرفة".
فإذا ما كان الخير هو المعرفة،والديمقراطية هى حكم الدهماء،فالديموقراطية هى أعظم الشرور.

للحديث بقية...
فأنا لم انتهى بعد فما هى الا مقدمة لما أود أن أطرحه من بطلان للنظرية الديموقراطية فى العالم.