(( فروق بين مخ الرجل والمرأة )) !!





أوضح بحث حديث بأنَّ جذور الاختلافات المحيرة بين الجنسين موجودة داخل رؤوسنا. حيث توجد في دماغ الرجل والمرأة أشياء كثيرة متطابقة، ولكن بكل تأكيد يختلفان في الحجم والشكل والحساسية ؛ فحجم دماغ المرأة يقل بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15% من دماغ الرجل ، كما أن الأماكن المخصصة للإدراك العالي مثل اللغة يمكن أن تكون مدعمة بالأعصاب بكثافة.


• المرأة تستخدم معظم دماغها

يقول الدكتور مارك جورج اختصاصي الطب النفسي والأعصاب بجامعة ساوث كارولينا: "أي شيء تفعله المرأة حتى لو كان هزّ إبهامها؛ فإنَّ حركة الأعصاب لديها تتوزع بصورة كبيرة في دماغها". وعندما يركز الرجل دماغه في العمل فإنَّ الأعصاب تبدأ بالعمل في مساحات محددة في الدماغ، ولكن عندما تفكر المرأة في العمل فإنَّ كل خلايا دماغها تعمل. ويوجد لهذا الموضوع تفسير مثير للجدل، وهو أنَّ الجسم الجاسيء وهو الجسر من الألياف العصبية التي توجد في وسط الدماغ، هو أكثر سمكا عند المرأة مما يتيح لها تداخل أكثر بين الحدس العاطفي في الجزء الأيمن من الدماغ مع الجزء الأيسر الخاص بالتفكير المنطقي .



ونتيجة لذلك فإنَّ دماغ المرأة قد يقوم باتصالات لا يمكن أن تحدث للرجل. ويصف البعض هذه المهارة بالذكاء العاطفي، والبعض الثاني يعتقد بأنَّها حدس المرأة. وفي الحقيقة فإنَّ الرجل في بعض الحالات قد يكون قادراً على التركيز بقوة، وهذا يفسِّر لماذا يستغرق الرجل في قراءة كتاب أو صحيفة دون أن ينتبه لصوت جرس الباب أو نباح .


• دماغ المرأة يتفاعل بقوة مع العواطف

عندما فحص "مارك جورج" دماغ الرجل والمرأة عند تعرضهما لذكريات عاطفية ، وجد أنَّ الدماغ يتجاوب بشكل مختلف لدى الجنسين خاصة عند الحزن ، رغم تعرض الدماغين لنفس نوع التجربة، فإنَّ الشعور بالحزن ينشِّط الأعصاب في دماغ المرأة في مساحة تبلغ ثمانية أضعاف المساحة في دماغ الرجل ! إنَّ الطريقة التي يتفاعل بها الدماغ مع الحزن قد تزيد نظرياً القابلية إلى الكآبة، ولكن هذه القابلية تكون عند المرأة ضعفي الرجل.



ووفقاً لأبحاث أجرتها اختصاصية الأعصاب "راكيل جور" وزوجها اختصاصي علم النفس "روبن جور" وهما من جامعة "بنسلفانيا" فقد اتضح لهما أنَّ دماغ المرأة يكشف عواطف الآخرين بشكل أكثر دقة ، و رغم أنَّ كل من الجنسين يدرك السعادة عندما يراها، فإنَّ الرجل يجد صعوبة في معرفة الحزن في المرأة .


ويضيف "روبن جور": "على وجه المرأة أن يكون فعلاً حزيناً لكي يتمكن الرجل من معرفة الحزن".


• للمرأة أسلوب مع الكلمات

البنت غالباً تتكلم بطلاقة وتقرأ أسرع من الرجل، وقد يكون السبب لأنَّ الأنثى تستعمل مناطق الأعصاب في جانبي الدماغ.



وفي هذا الخصوص يقول الدكتوران "سالي" و"بينيت شادتز" اختصاصيا الأعصاب وأمراض الأطفال بجامعة "ييل" : إنَّ الذكر على النقيض من الأنثى ؛ وذلك لأنَّه يستخدم الأعصاب في الجزء اليسار من الدماغ.



وفي مرحلة الرشد فإنَّ المرأة لها القابلية أكثر من الرجل في الكلام، وقد أجريت اختبارات أثبتت فيها المرأة بأنَّها تستطيع نطق أكثر الكلمات التي تبدأ بنفس الحرف، ولاستخدام المرأة لجانبي الدماغ فإنَّها إذا عانت من تلف في الدماغ أو تعرَّضت لنوبة قلبية فإنَّها تسترد عافيتها بسهولة، ويقول الدكتور جورج: "بما أنَّ المرأة عندما تتحدث أو تقرأ تنشط مساحة أكبر في شبكة الأعصاب من الرجل، ولذلك فهي أقلَّ ضرراً إذا تعرَّض جزء من الدماغ إلى التلف".


حركة المرأة تختلف عن الرجل

أثناء السير في الطريق تهتم المرأة أكثر بمعرفة معالمه، مثل المطعم الكائن في الزاوية أو الحديقة المواجهة له، وعند محاولة إعطاء وصف معين فإنَّ المرأة تعتمد كثيراً على مثل تلك المعالم ، غير أنَّ الرجل يعتمد على الاتجاهات والمسافات ، مثل (نصف ميل غربا ً، ثم شمالاً لمسافة ميلين).



وتقول الكاتبة العلمية" ديبور بلوم": "أعتقد بأنَّ الرجل يولد بمكون حيوي يمنحه القدرة في الأعمال المكانية" كما أنَّ الرجل عادة يحرز درجات أعلى في تمارين مثل إدارة شيء ثلاثي الأبعاد عقلياً، كما تفسِّر لماذا يستطيع الرجل أن يوقف سيارته في موقف صغير جداً.

• ذاكرة المرأة أكثر حدة

في تقرير أصدره "توماس كروك" رئيس منظمة أبحاث السلوك ، أوضح أنَّ المرأة في أي فترة من العمر تكون أفضل ذاكرة من الرجل، وبناء على اختبار للذاكرة أجراه على 50.000 رجل وامرأة تبيَّن أنَّ للمرأة مقدرة أكبر من الرجل في ربط الأسماء بالوجوه، وأفضل كذلك في تذكر القوائم.



وأضاف "كروك" : إنَّ الناس يتذكرون الحوادث العاطفية أكثر من غيرها، وبما أنَّ المرأة تستخدم مساحة أكبر من الجزء الأيمن من دماغها والذي يعالج العواطف، فإنها تستخدم ذلك تلقائياً.


• يشيخ الدماغ ببطء لدى المرأة

كشفت إحدى الدراسات في أرشيف الأعصاب أنَّ دماغ الذكر ينكمش بصورة أسرع من دماغ الأنثى ، ومن نتائج انكماش الدماغ: ذاكرة ضعيفة وقدرة أقل في الانتباه والتركيز وحالة اكتئاب وحساسية، ويقول "روبن جور": "يصبح الرجل حاد الطباع عندما يطعن في السن، ويرجع ذلك إلى دماغه".



ويرجع تغير حجم دماغ الرجل إلى عدم كفاءة مادة التأيض ، ويبدو أنَّ دماغ الأنثى يستطيع أن يقلل معدل سرعة التأيض، وهي تعني استخدام جلوكوز الدماغ مع مرور الزمن، ويقوم الرجل بتأيض الجلوكوز بكميات كبيرة في مرحلة شبابه.



على الرغم من أنَّ دماغ المرأة أكثر تحملاً ؛ إلا أنَّه غير محصن ضد الشيخوخة، فإنَّ ثلاثة أرباع مرضى الزهايمر والذين يبلغ عددهم أربعة ملايين من النساء، ووفقاً لبعض الدراسات فقد اتضح أنَّ تعويض الاستروجين قد يؤدي إلى تأخير أعراض المرض لدى النساء.

وتقول "راكيل جور" أنَّه على الرغم من أننا لا نعلم ما يترتب على هذه النتائج فإنَّ دماغ الرجل ودماغ المرأة يعملان نفس الأشياء، ولكن يفعلان ذلك باختلاف".