الطاجيك (أو طاجك) مجموعة عرقية تعد من المجموعات العرقية الرئيسية في وسط آسيا، و تتواجد بشكل رئيسي في دول: أفغانستان، طاجيكستان، باكستان، أوزبكستان، إيران و الصين.
ينحدر الطاجيك من الشعب الأرياني، و هو شعب قديم يتحدث اللغة الهندو-أوروبية. و الشعب الإيراني الذي استقر في وسط آسيا، كما استقر في الصين و الهند إبان الفتح الإسلامي.
الطاجك هم شعب علماء، فمنهم البخاري و مسلم والترمذي و ابن سينا وغيرهم، وهذا ما تقره لهم الشعوب المجاورة (وباقي المسلمين). لذلك فهم أهل مدن وحضر. وهم غالبية سكان مدن آسيا الوسطى، مثل بخارى (أوزبكستان)، سمرقند، ترمذ (تركمنستان) ومزار شريف (أفغانستان).. بغض النظر عن التقسيمات السياسية في أي زمان.
والطاجيك هم الشعب الوحيد في الجمهوريات الآسيوية السابقة الذي يتحدث الفارسية.
قد دخل الإسلام هذه المنطقة من العالم الإسلامي على يد الفاتحين المسلمين في عهد الأمويين عام 706م؛ فبعد معركة القادسية امتد نفوذ الاسلام الي فارس ثم وصل الي نهر جيحون ثم الي منطقة وادي فرغانة حتي فتحت كاشغر الواقعة في أويغورستان(تركستان الشرقية) التي مازالت تقبع تحت الاحتلال الصيني الغاشم. وفي القرنين التاسع والعاشر الميلادي قامت في تلك الديار دولة السامانيين التي ضمت جزءاً كبيراً من أراضي آسيا الوسطى الحالية وأفغانستان. وكانت عاصمتها بخارى، وهي من أكبر الحواضر الثقافية في العالم الإسلامي في ذلك الحين.
وتوصف شعوب الطاجيك والأوزبك بأنها الأكثر تمسكاً بالإسلام في منطقة آسيا الوسطى، برغم تركيز البعثات التبشيرية عليهم بكل الوسائل مثل الكتب والمراكز الثقافية والجامعات وغيرها، إلا انها لم تستطع إقتلاع الإسلام من نفوس الناس في تلك الديار.
وتشير المعلومات الى ان 40% من الشعب الطاجيكي الذي يعيش غالبيته تحت خط الفقر يعاني من أمراض الجهاز التنفسي، بالاضافة الى العديد الذين يعانون من الأمراض الخبيثة، و التي تودي بحياة الكثيرين منهم، لعجزهم عن دفع نفقات العلاج اللازم.
فمن الناحية النظرية فإن الرعاية الطبية مجانية في طاجيكستان إلا انه من الناحية الفعلية فإن الرعاية الطبية الجيدة، تتطلب نفقات باهظة لايستطيع تحملها المواطن الطاجيكي العادي.
العرس الطاجيكي
العجيب في الأعراس الطاجيكية أن العروس لا تحب الذهب، وإن أرادت إحداهن ذهبًا فهي تختار خاتمًا واحدًا فقط. أما بداية الخطبة فأعجب من هذا يقول عبد الغفار يوسفوف/الداعية و الباحث الطاجيكي: عادتنا بعد أن يحدد الشاب البيت الذي يريد أن يتزوج منه أن يذهب مع أمه ويرى العرس في حضرة العائلة فإن أعجبته يلقي عليها موعظة دينية يحفظها معظم الشباب تقول « .. عليك أن تكوني امرأة صالحة تصلين وتصومين وتقرأين القرآن، وعليك أن تحترمي عائلتي وتجيدين الطهي وأعمال المنزل ..»!! وهنا يعرف الجميع أن الموافقة تمت، ومن ثم تبدأ مراسم عقد القران وليلة الزفاف، ونبدأ بالمهر وتكاليف الزواج والمسألة، في طاجيكستان غاية في البساطة حيث يشترط والد العروس كمية معينة من القطن تكفي لتجهيز 20 وسادة و30 فراشًا بأحجام مختلفة، ويتم التفاوض على المهر الذي يتراوح بين 160 إلي 320 ألف روبل طاجيكي أي حوالي 100 إلي 200 دولار أمريكي، أما بقية الشروط فمتعلقة بتفاصيل الطعام والشراب الذي سيقدم للمعازيم (الضيوف) فيقول والد العروس للعريس: عليك أن تحضر إلي بيتنا بقرة كبيرة وخمسة أكياس من الأرز و100 كيلو من الجزر و50 لترًا من الزيت و20 كيلو من البصل ومثلهم من الزبيب، وهذه الأشياء كلها لزوم عمل الأرز البخاري المشهور في طاجيكستان.
وبعد أن يفرغ والد العروس من طلباته يأتي الدور على أم العروس، وتخرج من جيبها ورقة بها قائمة من الأقمشة والملبوسات الداخلية والخارجية التي يجب على العريس شراؤها، وبذا يكون الاتفاق قد تم على كل شيء تقريبًا، وفي اليوم المحدد للعرس -وغالبًا ما يكون يوم السبت والأحد حيث إجازة الموظفين- فيدعى الأهل والأقارب والأصدقاء للغذاء، الذي لا يزيد عن طبق من الأرز البخاري المختلط باللحم مع قليل من المرق في جو من السمر والفرح.