صحيفة فلسطين - فطريات القدم مرض يصيب الجلد ما بين أصابع القدم، خاصة الرابع والخامس منها، ويتعرض له الرياضيون نتيجة ارتفاع درجة حرارة أقدامهم وزيادة نسبة الرطوبة فيها بسبب الأحذية الرياضية، وساعات التدريب الطويلة التي يبذلون خلالها جهدا مضاعفا، وتنتقل بالعدوى إذا استخدم المصاب حمام سباحة عاماً، أو تشارك مع غيره بحذائه الرياضي أو "منشفته"، إذ تعد الفطريات "مرضا قابلا للانتقال"، ويمكن أن تصيب مناطق أخرى من الجسد عدا عن القدمين، وخاصة الأظافر.
وتسبب الفطريات التقشر والحكة في منطقة الإصابة، وفي بعض الأحيان تظهر "البثور" التي يُحدث انتفاخها ألما والتهابات بين الأصابع، ويمكن تشخيص الفطريات بسهولة وبالعين المجردة، إذ إنها واضحة المعالم وتظهر على الجلد الخارجي، ورغم ذلك تعالج طبيا وطبيعياً..
فهل سبق أن أصبت عزيزي القارئ بالفطريات بين أصابع قدميك؟!.. وهل استطعت التخلص منها؟.. إذا كنت كذلك تابع معنا التقرير التالي:
الرياضيون.. الأكثر إصابة!!
يتعرض الرياضيون غالبا لفطريات القدم أكثر من غيرهم، لأسبابٍ عديدة، فلاعب كرة القدم المبتدئ إبراهيم عدوان يقول :" قدمي تفرز رائحة قذرة أحيانا، وهي دائمة الإصابة بالفطريات رغم أني أجففها باستمرار، ولما راجعت طبيباً أكد لي أن ما أعانيه يسمى فطريات القدم، وهو مرض يصيبها نتيجة الرطوبة والتعرق".
يرتدي عدوان حذاء زملائه أثناء تدريباته إضافة إلى أنه يشاركهم مناشفهم، عدا عن أنه يتدرب 4 ساعات يوميا تتعرق فيها قدمه بصورة كبيرة، ويغفل عن غسلها أحيانا وتنظيفها.
يضيف :" الطبيب رجّح أن تكون الفطريات في قدمي ناتجة عن عدوى من أحد زملائي ونصحني بالابتعاد عن مشاركتهم الأحذية والمناشف".
وكحاله عامل البناء ماهر سكر الذي تنتشر الفطريات في قدمه وتمتد لأظافره التي تبدو مريبة الشكل، يقول عن حالته :" أعلم أنها فطريات وأعالجها بين فترة وأخرى ولكنها لا تختفي من قدمي نظرا لطبيعة عملي".
ونصح بعض الأشخاص سكر بغسل قدميه بالماء والملح، الأمر الذي فاقمَ إصابتها وسبب الالتهاب لجروحه، يقول :" غسلت قدمي بالماء والملح مرة مما سبب الالتهابات لجروحي التي انتفخت وأصبح منظرها أكثر اشمئزازا".
ولما راجع سكر طبيب أمراض جلدية أكد له أن مرض قدميه حالة طبيعية سببها له ارتداؤه الدائم لحذاء العمل، وعزوفه عن تجفيف قدميه بشكل مستمر، ونصحه باستعمال بعض المراهم والأدوية التي تجفف الالتهاب وتشفي القدم.
وعن وصول الفطريات لأظافره قال :" لم أكن أعلم بطبيعة المرض في بداية الأمر، وتهاونت به لأني ظننته تقشفاً عادياً نتيجة تقلبات الجو"، مستدركا :" لما وصل المرض لأصابعي أدركت أنه أكبر من تقشف لذلك راجعت الطبيب، وحالتي الآن في تحسن".
بعد الوضوء "رطبة"..
الإصابة كانت بين الرجال "فعلا" أكثر من النساء، إلا أن بعض النساء اللواتي التقتهن "فلسطين" أكدن أنهن يصبن بالفطريات نتيجة عدم اهتمامهن بتجفيف أقدامهن بعد الوضوء، فالحاجة مريم عبد والتي تعاني من التهابات فطرية بين أصابع قدميها أشارت إلى أنها لا تجفف أقدامها بعد الوضوء الأمر الذي سبب لها الإصابة بالفطريات.
تقول :"نظرا لكبري في العمر أنا عاجزة عن الوصول لقدمي وتجفيفها، لذلك أتركها رطبة طوال اليوم وهذا ما يسبب الفطريات"، متابعة :" بين فترة وأخرى ألجأ لجارتي التي تساعدني على تدليك ما بين أصابعي بمرهم وصفه الطبيب، تتحسن حالتي نتيجة استعماله، ومن ثم تعود للإصابة مرة ثانية".
ولما كانت الحاجة عبد لا تخشى على نفسها من الفطريات رغم انتشارها في قدميها، تقلق الإصابة بذات المرض ميساء وشاح المُصابة بداء السكري، تقول عن حالها :" أخشى كثيراً من تأثري غير المعقول بفطريات القدم، خاصة وأني مريضة سكري يُمكن أن تبتر قدمي أو تصاب بأذى إذا جُرحت، والفطريات تسبب تشققات كثيرة بين أصابع قدمي".
تضيف :" لا أهمل بتنظيف قدمي إلا أني أصبت بالفطريات المُصاب بها زوجي عامل النظافة، وقبل أن أعرف سببا واضحا لإصابتي ظننت أنها تقشف عادي كذلك الذي في قدم زوجي، ولما بدأت جروحي تتشقق وينزل منها الدم أدركت أن ما أنا فيه خطر أكبر، لذلك راجعت الطبيب الذي أعطاني بعض الدواء ونصحني بالحفاظ على جفاف قدمي".
التهاب "فطري"..
للتعرف أكثر على الفطريات، ماهيتها وأسبابها ونتائجها وعلاجها، "فلسطين" قابلت طبيب الأمراض الجلدية د.حسن السر الذي عَّرف مرض فطريات القدم على أنه التهاب جلدي يصيب باطن القدم وجوانبها، وبين الأصابع، ويُعرف بـ" Tinea Pedis"، يصيب الجلد ويظهر على شكل حلقات دائرية تشبه الدود، ولا علاقة لها بالدود"، مضيفاً :"وهي التهاب فطري شائع يُمكن أن ينتقل بسهولة من شخص لآخر، وأهم أعراضه تحول الجلد إلى الأحمر وتكون القشور إضافة إلى الحكة الشديدة وظهور بعض الفقاعات على الجلد في بعض المرات".
ويعد المرض شائعا عند الرجال أكثر منه عند النساء، نظرا لممارستهم أنواع الرياضة المختلفة، كما وتزيد عند المسنين، وفقا للدكتور السر الذي قال :" نظرا لارتداء الرياضيين الرجال في الغالب أحذية طوال الوقت، وتعرق أقدامهم، لفترات طويلة، يحدث التهاب الأصابع وتشكل الفطريات"، متابعاً :" تبدأ الإصابة بالفطريات بين الإصبعين الرابع والخامس في القدم على الأغلب، ويمكن أن تنتشر إلى الأصابع الأخرى وباقي القدم، إذا تركت بدون علاج، وقد تمتد لتصيب الأظافر".
وتعد الفطريات مرضاً معدياً ينتشر بين أفراد الأسرة إذا ما مشى المصاب حافي القدمين أو تشارك مع المريض في مناشفه وملابسه وحذائه، حتى أن إصابة المرض تمتد إلى الأظافر، تبعا للدكتور السر، وأردف قائلاً :"يتقشر الجلد وينزف، ويسبب ألماً للجهة المصابة خاصة أثناء الحركة، والجسم يحاول التخلص من الفطريات والخلايا المصابة وتتحول الإصابة للون الأبيض، وتتكون حول المنطقة المصابة بقعة قشور (حرفشية).."، ومن الجدير بالذكر أن محاربة الجسم للفطريات يسبب الحكة والوخز.
"وإذا ما بقيت القدم رطبة تتكاثر البكتيريا عليها، الأمر الذي يسبب رائحة سيئة للقدمين، لذلك يجب استعمال الجوارب القطنية والبودرة لتجفيف المنطقة المصابة" تابع د.السر، مضيفا :" يتوفر علاج الأمراض الفطرية في الصيدليات وعند الأطباء، وهي تبطئ نمو الفطريات، وتصل مدة العلاج إلى الشهرين تقريبا، خاصة في الحالات التي يتطور فيها المرض ويتحول إلى التهابات بكتيرية".
وعن النصائح التي نصح بها د.السر لتجنب الإصابة بالفطريات، قال :" ابقِ ما بين أصابعك جافا دائما، وارتدِ جوارب قطنية لتمتص العرق ورطوبة القدم، وتجنب الأحذية الضيقة التي تضغط على الأصابع، ولا تمش حافي القدمين في الأماكن العامة"، متابعا :" أما إذا أصبت بالفطر فعليك أن تستخدم مساحيق وبودرة للحفاظ على قدمك جافة، وتعرضها للشمس، مع متابعة استعمال الدواء".
وعن الطرق الطبيعية التي يمكن أن تساعد على التخلص من رائحة الأقدام الكريهة، يمكن استعمال الشاي المغلي لمدة 15 دقيقة كغسول للقدم بعد إضافته للماء، ووضع القدم فيه لمدة 30 دقيقة، إذ إنه يعمل على قبض الأنسجة الحية فيها وبالتالي التخلص من الرائحة الكريهة لتراكم العرق، إضافة إلى أن نبات المرمية إذا نُثر جافا على الحذاء فإنه يمتص الرائحة الكريهة فيه.