تجد بعض الاسر صعوبة في التعامل مع ازمات حياتية لا تنتهي. ولا تعرف هذه الاسر سبيلا الى ايجاد حلول لها حتى وان كانت ازمات بسيطة نسبيا. نقول ان هذه الاسر تفتقر الى المهارات اللازمة لمواجهة الازمات وفهمها ومعالجتها. ولذلك فهي تخرج من ازمة وتدخل في اخرى دون احساس بطعم للحياة ومتعها.
بالرغم من اننا نسعى جميعا الى ما يشبه الكمال، الا انه ليس ثمة من اسرة مثالية. في كل اسرة مواطن قوة ومواطن ضعف. ولكل اسرة حظ وافر من المشكلات والتحديات.
ومشكلات الاسرة تأتي في اشكال واحجام مختلفة. بعضها قصير الامد، ويمكن حله بسهولة. وبعضها الاخر اكثر صعوبة واطول مدى. فقد تأخذ هذه المشكلات شكل مرض او وفاة أو تأخذ شكل ازمة مالية او فقدان عمل رب الاسرة او تغيير عمله او رسوب في امتحان الخ.
وفي ما يلي بعض من اسباب عدم القدرة على مواجهة الازمات في الاسرة:
-عدم الاتصال بين افراد الاسرة. فالبعض يتجنب الحديث مع البعض الاخر. او هم لم يتعلموا كيف يستمعون الى الاخرين لفهم ما يقولون من خلال كلامهم وافعالهم.
-عدم القدرة على حل النزاعات والخلافات القديمة. وهذا يحدث في العادة لان افراد الاسرة لا يتكلم الواحد منهم مع الاخرين بطريقة مثمرة ومفيدة. وهذا من شأنه ان يجعل المشكلة تتواصل وتزداد تعقيدا. وهذا يجعل حياة الاسرة اكثر صعوبة مع مرور الوقت. في بعض الاسر لا يتعلم الافراد كيف يفاوضون وكيف يتخلصون من مشاعر القهر القديمة. ومن المرجح ان يتعلم الاطفال من الاهل كيف يتصرفون في مواجهة مشكلة او ازمة. فيرفضون التعبير عن مشاعرهم وافكارهم الدفينة. هنا تصطدم حياة الاسرة بجدار اسمنتي قاس. وتسودها الفوضى. ويتوقف الانتاج والانجاز.
-الافتقار الى المهارات لحل المشكلات المستجدة. فأفراد الاسرة غير متفقين ان كانت مشكلة معينة تواجههم. ولا يعرفون مدى خطورتها. ولا يعرفون المسؤول عنها. وهم غير متفقين على اولويات معينة في حياتهم.
-الافتقار الى الدعم النفسي في الاسرة. والاسرة هي المصدر الاول والاساسي لتقديم الدعم النفسي لمن يعيش فيها. ويجد الاطفال بخاصة - والكبار ايضا - صعوبة كبرى في البحث عن هذا الدعم النفسي والحصول عليه خارج الاسرة. فتسوء حالتهم النفسية. ويسوء تحصيلهم المدرسي.
-الافتقار الى المهارات في توزيع المسؤوليات. فالاسرة هنا لا تعرف من هو المسؤول عن ماذا. وهنا تعم الفوضى في البيت. لا احد يعترف بمسؤوليته عن اي شيء. ويبدأ مسلسل تبادل الاتهامات الذي لا ينتهي والذي يزيد المشكلة تعقيدا. وتحل العداوات والتحالفات في البيت فيزداد انقساما على انقسام. ويستحيل اي قدر من التسامح. ويتأثر الاطفال سلبيا في هذا الجو. فيخفقون في تطوير صورة ذاتية ايجابية. ويتراجع احساسهم باحترام انفسهم. وتضعف قدرتهم على اكتساب مهارات اجتماعية.