هو ابن خلدون ؟
هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون من أسرة يمنية دخلت بلاد الأندلس مع جيوش الفتح الإسلامي ، ثم نزحت إلى تونس في أواسط القرن السابع الهجري و اشتهرت بالعلم و الرئاسة .
ولد عبد الرحمن ( 732 هـ 27 أيار 1332 ) بتونس و نشأ فيها إلى أن بلغ العشرين من العمر و لما كان والده من رجال العلم و الأدب اعتنى بتربيته عناية فائقة : تولى بنفسه تعليمه بعض العلوم و هيأ له السبل لدرس سائر العلوم على يد أقدر الفقهاء العلماء الموجودين في رحاب تونس و الزيتونة خاصة .
و عليه نشأ ابن خلدون حريصا على الدرس و شغوفا بتحصيل كل العلوم و الاستزادة منها مع النظر و الاستبطان فهو لم يكتف بحفظ القرآن الكريم مثلا كغالب الحفظة من عصره و لكن تمرن تجويد تلاوته على القراءات
العشر ، كما درس الفقه و الحديث دراسة متفقه حافظ بصير ظهرت نتائجها عندما مارس مهنة القضاء .
أما علوم اللغة فقد درس علم النحو دراسة تفصيلية إلى أن كون فيه نظرياته الخاصة و قرأ الكثير من دواوين الشعر و كتب الأدب و ختم كل هذه العلوم بتحصيل العلوم العقلية .....
يذكر ابن خلدون _ في ترجمة حاله _ كما ترجم للكثيرين من علماء و أدباء و رجال السياسة أسماء العلماء و الأدباء الذين وفدوا على تونس مع السلطان يدون تراجم أحوالهم و يشيد بغزارة علمهم و يعترف بفضلهم عليه و تفهم ما كتبه عنهم ، أنه تأثر باثنين منهم
بوجه خاص تأثرا شديدا أحدهم عبد المهيمن و ثانيهم محمد بن ابراهيم الأبلي . فالأول كان إمام المحدثين و النحاة بالمغرب ، كما كان كاتب السلطان و صاحب علامته و كان حضرمي الأصل مثل أبناء خلدون . فقد لازمه ابن خلدون و أخذ عنه سماعا و إجازة الأمهات الست و كتاب الموطإ لابن مالك و كتاب السيرة لابن اسحاق . ...
أما الآبلي فكان شيخ العلوم العقلية لازمه ابن خلدون عدة سنوات أخذ منه خلال ذلك هذه العلوم : افتتحها بالتعاليم أي العلوم الرياضية
ثم المنطق ثم سائر الفنون الحكمية .
يشيد ابن خلدون بغزارة علم الآبلي و بفضله عليه أكثر من غيره و يقول في الوقت نفسه إنه كان يشهد له بالتبرز في هذه العلوم .
ولا شك في أن ذلك يدل على أن ابن خلدون كان نزوعا إلى التفكير المنطقي كما يدل على أن العلوم العقلية التي درسها على يد الآبلي ساعدته كثيرا على تقوية هذه النزعة الفكرية و تنميتها و التي تتجلى نتائجها بوضوح في المقدمة ........
مقامه الاجتماعي و الوظيفي :
كان ابن خلدون كغيره من العلماء المسلمين كثير الترحال و الاستكشاف استزادة في طلب العلم و الاتصال بكبار العلماء و وجهاء الدولة الإسلامية . فقد تنقل بين الأندلس و المغرب العربي و مصر و الشام و الحجاز ومن ثم اشتهر و شغل مناصب متعددة منها الكتابة الديوانية و القضاء و التدريس .
آثاره العلمية : من أشهر آثاره العلمية كتاب التاريخ الذي عنونه بالتفصيل ** كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر **
وهو كتاب مرتب على مقدمة و ثلاثة كتب .